الناجي الوحيد من معركة السوشيال ميديا

على الرغم من أنه لن يظهر مجددًا، إلى أنه نجا بنفسه، أتفق بشدة في كونه منسيًا، إلى أن نسيانه كان سببًا من أسباب توديعه بباقات ورود لا تحمل أشواكًا، آريين دائمًا ما اقتصت منه الكرة سريعًا، أتذكر حينما أهدر ركلة جزاء أمام فايدنفلر، سكن العالم حوله و استفاق على سوبوتيتش يصرخ فرحًا في وجهه، و تكرر الأمر في مواجهته مع تشيك، في الأرض التي يعرف بقاعها عن ظهر قلب، لم يكُن يحلم أبدًا أن يرى الضيوف يموجون سخرية منه .
الأمر الأكثر غرابةً بالنسبة لي يتمثل في خاومي ماركت، الذي حاول سرقة كأس العالم قبل بدء نهائي إسبانيا و هولندا، خاومي كاد أن يلمس الكأس قبل المباراة، و روبين كان قاب قوسين أو أدنى من أن يُقبله، لكن المنحوس منحوس، فجزء من جسد قديس إسبانيا منعه من خدش عذرية شباكه، في تلك اللحظة لم يستطع المقاومة، سقط أرضًا، هذه المرة لا يوصف ألمها، قد تبدو ومضات خافتة لرجل أمسك رأسه حسرةً، لكنني أثق أن مصيره ارتسم أمامه بريشة دافنشي، و الصحافة تُعنون بلا رحمة: أحمق أهدر علينا الذهب! و أخرى انتهزت الفرصة كما ينبغي لها: لن تكون كرويف مهما فعلت .
تهادي الكرة في شباك فايدنفلر في أرض ويمبلي بالتصوير البطئ، ينفرج بعده الكرب أخيرًا، تباطؤ الكرة أشعرني بأنها تكسر قيودًا مستعصيةً عليه، و هو بدوره انفجر أخيرًا، ظننت حينها أنه وُلد من جديد، ماضيه ولى و حاضره يتزين، أبدًا لم يكن كما ظننته، 56 مرة، 56 مرة ابتعد فيها عن معشوقته، 56 مرة هو عدد الاصابات التي طرقت جسده مرارًا و تكرارًا بين بسيطة إلى طويلة، أين المشكلة يا بشر؟ لا أحد يعلم، الاطباء عجزوا عن فهم ما يحدث له، إلى أن تبين، قبل أشهر من اعتزاله بصورة نهائية، أن السبب في سنتين نصحه طبيبه بإزالتهما و لم يكترث، فكانت توابعهما أغرب من مسيرته ككل .
أبعد كل ما صادفه آريين، من لحظات تشفي مؤلمة، و سخرية وقتية، يحق لأحد أن ينعته بالتخاذل؟ الفشل؟ السذاجة المفرطة؟ أبدًا، نسيانه كان كافيًا لأن يرحل من الباب الكبير، بباقات ورود لا تحمل أشواكًا ثناياها، لهذا أنا أحبه، من أفضل مراوغي كرة القدم على مر تاريخها، و الناجي الوحيد من مقصلة السوشيال ميديا .









تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النازي الألمانى في مقاطعة كتالونيا .